بيان مشترك بشأن تصاعد خطاب الكراهية والتحريض ضد السود في ليبيا

نحن، المنظمات الموقعة أدناه، نتابع بقلق بالغ التصاعد الخطير في خطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد السود في ليبيا، والذي بلغ ذروته في الدعوات العلنية إلى الطرد الجماعي والعنف، وذلك من خلال حملة تحريضية تُروّج لما يسمى “جمعة طرد الأفارقة من ليبيا”، المقررة يوم الجمعة 14 مارس 2025. إن هذه الدعوات تشكل انتهاكًا صارخًا لمبادئ حقوق الإنسان، وتحريضًا خطيرًا على العنف والتمييز العنصري، بما يتناقض مع القوانين المحلية والمواثيق الدولية التي تجرّم التمييز العنصري وخطاب الكراهية.

إن ليبيا، كدولة تنتمي إلى القارة الإفريقية، تمتلك إرثًا تاريخيًا غنيًا بالتعددية الثقافية والتنوع العرقي، ولا يمكن القبول بأي محاولات لإقصاء أو استهداف أي فئة من المجتمع على أساس اللون أو الأصل. إن هذه الحملة التحريضية لا تستهدف المهاجرين فحسب، بل تمثل أيضًا تهديدًا مباشرًا لليبيين السود الذين يُعدّون جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي والثقافي الليبي.

وفي هذا السياق، نؤكد على ما يلي:

1. رفضنا القاطع لكافة أشكال التمييز العنصري وخطاب الكراهية ضد السود، سواء كانوا مواطنين ليبيين أو مهاجرين مقيمين في ليبيا.

2. التحذير من العواقب الخطيرة لهذه الدعوات التحريضية، والتي قد تؤدي إلى تصعيد العنف وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي.

3. مطالبتنا الجهات القضائية والأمنية باتخاذ إجراءات عاجلة لملاحقة ومحاسبة كل من يروّج لخطاب الكراهية أو يحرض على العنف، خاصة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يساهمون في نشر هذا الخطاب.

4. دعوتنا لوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والمهنية في منع انتشار خطاب الكراهية والتصدي للمحتوى العنصري.

5. تأكيدنا على الالتزام بالمبادئ والمواثيق الدولية التي تجرّم التمييز العنصري وتحمي حقوق جميع الأفراد، بمن فيهم المهاجرون واللاجئون، من أي انتهاكات أو أعمال عنف.

إننا، في المنظمات الحقوقية والمدنية الموقعة على هذا البيان، نؤكد أن التعايش السلمي والتسامح يشكلان الأساس لأي مجتمع يسعى إلى تحقيق الاستقرار والتنمية. وعليه، ندعو كافة القوى المدنية والحقوقية والمؤسسات الوطنية والدولية إلى التصدي بحزم لهذه الدعوات العنصرية، واتخاذ جميع التدابير القانونية والسلمية لمواجهتها وإفشال محاولات نشر الفتنة والكراهية في المجتمع الليبي.

معًا من أجل ليبيا خالية من العنصرية والكراهية.

Make it stand out

Whatever it is, the way you tell your story online can make all the difference.


Previous
Previous

ليبيا :تُدين جمعية عدالة للجميع  الاعتداء على القاضي علي الصغير الشريف القاضي و الإعتقال التعسفي للمحامي منير أعبيد

Next
Next

تصاعد الاعتداءات على حرية التعبير والرأي للمحامين وهيئة الدفاع عن معتقلي في الجزائر: تطالب جمعية عدالة للجميع السلطات بإنهاء الملاحقات والتضييقات