فكرة موازين

في خضم الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا منذ ثورة 2011 ، والتي تشغل صفحات الأخبار والرأي العام العربي والعالمي، هناك ربيع يزهر. قد لا يكون هذا الربيع صاخبا كصوت زخات الرصاص، وقد  لا يمسح الدموع عن وجوه عائلات الضحايا الذين سقطوا جراء الاقتتال الداخلي وفي ظاهرة الميليشيات واستمرار الإفلات من العقاب، إلا أنه بدأ يخرج المئات من جيل حقوقي واع  بالإشكاليات الجسيمة التي تعاني منها بلاده، ولديه كل القدرة والعزم على صنع مستقبل حر يكون فيه الأمن والسلم  جزءا من منظومة  عدالة أشمل تضع الجميع، دون تفرقة، تحت مظلة  سيادة القانون الذي يصنعه الشعب، معبرا عن إرادته الحرة وآماله في دولة تحترم جميع الأفراد وتحقق المساواة والتنمية المستدامة.

تعددت الكتابات عن ليبيا، في السنوات الأخيرة وتصدرت جلها الأصوات الأممية أو الحقوقية، الغربية ،    منها والإقليمية، فيما لا  يزال الصوت الليبي  صاحب المعرفة الأصيلة والقدرة التحليلية العميقة دون الصدى الذي يستحق. ومن هنا أتت فكرة «موازين .»

لقد ارتأت «عدالة للجميع» أن أي عمل حقوقي ميداني يظل منقوصا ودون جدوى ما لم يصاحبه عمل نظري تحليلي من المجتمع الحقوقي وأصحاب الخبرة لتقييم الأوضاع ووضع التصورات للمستقبل. لذا فإن «موازين » تأمل أن تكون صوت القانوني الليبي، ولكنها أيضا تخاطب القارئ الآخر؛ العربي والعالمي،  لتتضح أمامه الصورة كما يراها أصحاب الشأن  والعاملون على الأرض.